طائرة السلام مسيرة ناجحة .. و دروس مستفادة
المتتبع لنتائج نادي السلام في الكرة الطائرة يجد الفريق في مستوى متصاعد فقضى على الاخضر و اليابس في بطولات الطائرة و لم يترك الفرصة للفرق الاخرى و لو بالظفر ببطولة واحدة. هذه النتائج لم تكن وليدة الصدفة و طريق الوصول للقمة لم يكن مفروشا بالورود و انما كان خلف ذلك عملا متكاملا بدأً من قرار العودة للمشاركة ببطولة كرة الطائرة في الدرجة الثانية قبل عامين و تكليف المدرب القدير جمال المعمري من قبل ادارة النادي المؤقته التي كان يرأسها آن ذاك الاستاذ علي حسن البلوشي بتشكيل الفريق و الاشراف علية فنيا.. و كان الهدف واضحا بالصعود للدرجة الاولى و مقارعة كبار اللعبة لذلك كانت التعاقدات واضحه المعالم من اجل تحقيق هذا الحلم و عمل الجميع من أجل ذلك و بالفعل صعد الفريق للدرجة الاولى بعد تتويجة بطلا للدرجة الثانية و بدا العمل الجدي ووضع خارطة طريق جديدة و استراتيجية واضحة لمنافسة كبار اللعبة والفوز بالالقاب و تغيير خارطة التتويج محليا.. و من أول موسم في الدرجة الاولى حقق ثلاثية تاريخية ..
كان حلم مدرب الفريق الكابتن جمال اكبر من المحلية و هذه المرة تحقيق انجاز تاريخي للسلام بصفة خاصة و لعمان بصفة عامة خارجيا. و رغم صعوبة الهدف الموضوع و الذي رفع سقف الطموح و التحديات والنظرة للمشاركات الخارجية من أجل تغيير خارطة التتويج هذه المرة خليجيا و عربيا ورفع علم السلطنة في المحافل الدولية و جعل اسم السلام يتردد بين الجميع .. رغم ان الحلم يبدو بعيد المنال من الوهلة الاولى نظرا لفارق الامكانيات بيننا وبين جيراننا في الخليج العربي .. الا ان وجود من يؤمن بامكانية تحقيق ذلك الهدف جعل الحلم يكبر لدى الجميع لما لا و السلطنة تزخر بالمواهب و تحتاج فقط لمنحها الثقة لاثبات الذات. تغيرت الادارة السابقة و آتت ادارة مؤقتة جديدة برئاسة المهندس عبدالله العبري و في ظل تحديات كثيرة اهما كيفية توفر الامكانيات لمشاركة مشرفة خارجيا و ايضا المحافظة على انجاز الموسم الماضي فجلس الجميع على طاولة النقاش و ووضع الخطط و الاستراتيجة الخاصة بالمشاركات الخارجية فتم اولا التجديد لمعظم عناصر الفريق المتميزة في الموسم الماضي و اضافة بعض العناصر المؤثرة من اجل مشاركة ناجحة داخليا و خارجيا وذلك في ظل ظروف و أوضاع مالية صعبة يمر بها النادي.
ورغم تلك الظروف و الآثار التي ربما تسببها اندفاع الادارة للتعاقد مع لاعبين كبار في حالة فشل الفريق في تحقيق الالقاب سوف تضع الادارة في حرج شديد اولا امام الشارع الرياضي و ثانيا امام مديونية كبيرة لان الاعتماد في تنفيذ الخطة كان الفوز بالبطولات و الاستفادة من المكافئات المالية لسد معظم الالتزامات على الفريق. لقد ظهرت رغبة مشتركة بين ادارة النادي المؤقته بقيادة المهندس عبدالله العبري و ناصر المطروشي والكابتن جمال المعمري و مدير الفريق عيسى البلوشي للمحافظة على انجازات الموسم الماضي التاريخية و ابقاء السلام رقم واحد في الطائرة العمانية.
جاءت التعاقدات مع ابرز لاعبي السلطنة في الكرة الطائرة مما جعل من السلام قوة لا يستهان بها وبدات المشاركة العربية ووصل الفريق للمركز الرابع كاول نادي عماني يحقق هذا المركز عربيا .. نعم كان طموح الجهاز الفني و الاداري اكبر ولكن الجميع نظر الى هذا المركز بانه انجاز يحسب للسلام و لكرة الطائرة العمانية.. ما هي الا أيام و طائرة السلام على موعد مع مشاركة خارجية ثانية و هذه المرة البطولة الخليجية للابطال. و رغم المطبات التي واجهها الفريق قبل السفر للدوحه للمشاركة في بطولة الخليج و التي كادت ان تلقي بظلالها على الفريق و الاعتذار عن المشاركة لولا تدخل ادارة النادي ووقوف المحبين و الداعمين مع الفريق من اجل عدم تضييع هذه الفرصة التاريخية للسلام للظهور خليجيا وسط كبار اللعبة في الخليج .
وجاءت المشاركة في البطولة الخليجية إكثر من ايجابية و استطاع الفريق من تخطي عمالقة اللعبة في الخليج و لم يخسر الا مباراة واحدة و كان الاقرب للقب لولا آلية حساب النقاط التي طارت باللقب لدار كليب البحريني بفارق الاشواط ووضعت السلام على منصة التتويج كوصيف في اول مشاركة للفريق و كأول انجاز ايضا للاندية العمانية خليجيا .. انتهت المشاركة الخارجية و أتى الدور على مواصلة الفريق لعروضة القوية محليا للمحافظة على إلقاب الموسم الماضي و بالفعل استطاع الفريق من الوصول للمباراة النهائية و تحقيق أول ألقاب الموسم أمام خصم عنيد و أحد عمالقة اللعبة في السلطنة نادي السيب الذي هذه المرة لم يظفر لا بالسكر و لا بالحليب امام فرسان الباطنة و ذلك بعد مباراة كبيرة و مثيرة في نهائي الثلاثاء ليحافظ على اللقب الاول و يبقى اللقب الثاني معلقا حتى الثلاثاء القادم بانتظار كتابة تاريخ جديد عندما يواجة مرة اخرى نادي السيب على لقب درع الوزارة في نهائي مكرر لبطولة الدوري من إجل المحافظة على لقب البطولة للمرة الثانية على التوالي.
عوامل نجاح فريق الطائرة يمكن اخذها كدروس لاي فريق يريد الوصول للقمة ويمكن اختصار تلك العوامل في ما يلي :-
١. الاستقرار الفني و الاداري للفريق : فالفريق حافظ على كامل الطاقم الفني و الاداري و كذلك معظم عناصر الفريق مع تعزيزها بعناصر جديدة صنعت الفارق.
٢. وقفة الادارات التي تنوابت على النادي منذ وجود الفريق في الدرجة الثانية و لحد الآن و دعم الفريق بما يحتاجه من لاعبين و اجهزة فنية و ادارية و توفير الامكانيات حسب المستطاع
٣. وضوح الهدف و الرؤية : فمدرب الفريق و الجهاز الاداري و الفني المعاون له وضعوا اهدافا واضحه للموسم و هي المحافظة على القاب الموسم الماضي و الوصول الى منصات التتويج خليجيا و عربيا.
٤. وجود لاعبين على مستوى عال قادرين على تحقيق الاهداف التي رسمتها ادارة النادي و الجهازين الفني و الاداري للفريق.
٥. تجانس و تفاهم منقطع النظير بين الجهازين الفني و الاداري المشرف على الفريق و قربهم من اللاعبين و تغليبهم المصلحة العامة و مصلحة النادي على المصلحة الشخصية
٦. وقفة الداعمين و الغيورين و المحبين للنادي مع الفريق و استمرار دعهم للفريق من اجل تحقيق تلك الاهداف.
همسة لادارة النادي
يجب المحافظة على هذا الفريق الرائع بكامل طاقمة الفني و الاداري و تعزيزه باللاعبين في المراكز التي يحتاجها المدرب خاصة ان الفريق تنتظرة مشاركات خارجية قادمة الموسم المقبل في الخليجية و العربية و على ادارة النادي بقيادة الاستاذ علي حسن الجلوس مع الجهازين الفني و الاداري و تحديد اهداف الموسم المقبل رغم التحديات القادمة.
كلمة اخيرة :
اتمنى ان نرى استراتيجية واضحه لمستقبل الفريق من خلال انشاء اكادمية او مدرسة لكرة الطائرة على مستوى النادي و البدء من القاعده و من سن الناشئين و تشجيع الفرق الاهلية على الاهتمام باللعبة و ادخالها في انشطتها و ذلك حتى يتم في المستقبل الاعتماد على ابناء النادي اذا اردنا الاستمرار في التفوق في كرة الطائرة و البقاء في القمة.
سعيد الزعابي