الفلكي ناصر محمد إبراهيم العبري وعشقه لهذا العلم واستغلال هوايته لتبسيط حياة الناس

بقلم ابراهيم القاسمي/

نسلط الضوء اليوم على أحد أبناء ولاية شناص من قرية سور العبري حيث أثراني الرجل بمعلوماته والحديث الشيق، ان العلم شرف يرفع رواده ويزيدهم مكانة وما أن تبحر بين أمواجه ستزداد توقدا واثراءً.

قال تعالى: (فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ (75) وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ (76) سورة الواقعة،أن عظمة القسم وما أقسم به لحري بنا كمسلمين أن نتفكر في هذا الشأن، وقد شاءت الأقدار أن نلتقي بالباحث والمطور في هذا الشأن حيث يعكف “ناصر بن محمد بن ابراهيم العبري” على تجميع الحسابات البحرية وحسابات المزارعين وأهل الجبل ليفند مواطن الخلاف بينهم ويمحص أيهم أقرب للواقع وعكف على صنع تقويم خاص قمري وأخر شمسي، يروي العبري بدايته حيث أن مجال عمله في مصهر إحدى الشركات وتلقيه من مسؤوله من الجنسية الاسترالية سؤال يتكرر في كل مره عن آخر أيام الشهر في أي يوم يصادف ليحسب الموجود والمفقود من هنا طور عاشق الفلك ميوله ليستخرج أخر يوم في كل أشهر السنة الهجرية والميلادية بكل سهولة وفق حساباته الخاصة وصمم تقويما خاصا به ثم انتقل لحسابات المزارعين بما يسمى حساب الدر ومواسم المحاصيل وأشهر زراعتها وأشهر رعايتها وفق الحسابات وما يجب وما لا يجب فعله خلال كل فتره وكذا الأمر لحسابات الصيادين.

يهتم العبري بالفقه والادب وتذوق النصوص الأدبية وله مطالعة عميقة في أمهات الكتب ويعشق السيرة العطرة الشريفة لسيدنا محمد بن عبدالله عليه الصلاة والسلام فهو مثله الأعلى في العلم ويعكف العبري على تأليف كتاب يحتوي على عدة تقاويم يسرد فيه علم الحساب الفلكي العماني الذي ينقسم لحسابات أهل البحر والزراعة والجبل وساعات تقسيم الأفلاج بما يسمى الأثر ويفصل ساعات اليوم و الليلة و كذلك أن الساعة عند العرب و العمانين كانت ١٥ درجة كل درجة فيها ٤ آثار فعندما تحسبها تكون ١٥* ٤ = ٦٠ تقول ٦٠ إثر أو قلت ٦٠ دقيقة.
وفي سؤال عن ما سيحتويه كتابه الذي يعكف على تأليفه يقول العبري:

” أعمل على كتاب مختصر في هذا الباب أذكر فيه مجموعة من التقاويم و عدد أيام الشهر العربي ( القمري) الذي هو ٢٩ يوم ونصف اليوم لأن لو قسمت أيام السنة الهجرية أو القمرية التي هي ٣٥٤ على ١٢ = ٢٩ ونص فأن زدتها ٣٥٤ + ١١ = ٣٦٥ وهي ايام السنة الشمسية ولكن حقيقة أيام السنة الشمسية هي ٣٦٥ يوم و ربع اليوم لأن السنة الكبيسة ٣٦٦ يوم اي ان شهر ٢ ميلادي يكون ٢٩ بدل ٢٨.

ما أجمل صقل الهوايات وتطويرها وتسليط الضوء على العقول التي تبحث وتطور وتثرينا بمكنوناتها الفكريه، أن دوران الفلك وحركت الكواكب والشروق والغروب يعد عند البعض يوم يمضي من أعمارنا بينما العارفون يدققون في انتظام ودقه الحسابات ويتابعون الاجرام الكونيه وهذه الكواكب السيارة ويربطون الحياة بحركتها فأهل البحر يقدرون الفلك لفلكهم وأهل الزرع يحسبون الدر ليدر بالخير ما يزرعون بينما تمضي الأيام سهوا على البعض فلا جديد يضاف من المعارف والعلوم يطور آخرون ويسبرون اعجوبه الخالق ودقة خلقته فتعالى الله في خلقه وتبارك بما يستحق مقامه الجليل.

تعليقات (0)
إضافة تعليق