بقلم :إبراهيم القاسمي
الكاتب عباس بن محمود بن علي ساجواني أحد تجار ولاية شناص وأقدم الكتاب البارزين في مطلع السبعينيات من القرن الماضي.
وله الفضل في كتابة وطباعة الخطابات للأهالي وصياغة العبارات في الصحف آنذاك
وينتمي الحاج عباس إلى أسرة الحاج عبدالرسول ساجواني الذي اشتهر بتجارة بيع الأعشاب الطبية والمقتنيات النادرة، وقد عمل الساجواني في السوق القديم المحاذي لقلعة شناص ويعتبر كأحد أقدم من عملوا في التجارة بولاية شناص
اشتهر أبو الحسن بأنه رجل اجتماعي يحب الجلوس مع الجيران، وكانت الجلسات ذات طابع ممتع بجوار القلعة أو اللقاءات في حارة الهاملية حيث التسامر مع الجيران وقضاء الأوقات الممتعة وأنتظار مجيء العم عباس لحرصهم على بعضهم البعض
عاش الوالد عباس نافعا للمجتمع حيث نقل الطلاب للمدارس، وسخر سيارته لنقل المرضى، فلم تكن السيارات متوفرة بكثرة في السبعينيات والثمانينات مثل هذه الأيام، واشتغل بعدة مهن مجتهدا نافعا لأسرته ومجتمعه كان جارا صالحا نافعا لا يدخل في جدال أو مراء مبتسما صادقا وناصحا، محب آل بيت رسول الله الأطهار عليهم أزكى الصلاة والسلام مسخرا نفسه، وكل طاقته لخدمتهم ومحبتهم مربيا أبناءه على نهجهم
جمع الأوصاف الحميدة والجيرة الطيبة عونا للفقير كريما ويده لا تعرف إلا الأنفاق وبذل الخير لا زلت أتذكر طفولتي مع أنجاله الذين أحسن تربيتهم، وقد غرس في نفوسهم حب الناس
أغمض العم عباس عيناه مفارقا دنيانا يوم الجمعة ١٥ ذي الحجة من العام ١٤٤٥ هجرية الموافق ٢٠٢٤/٠٦/٢١، ويعد عباس الساجوني مرجعا في علم حساب الدرور حيث يرجع إليه أهل البحر والزراعة لمعرفة المواسم حيث تسهل عملية الحساب الفلكي على الصيادين معرفة مواسم الصيد ومواسم الأحوال الاستثنائية كموعد ضربة الخب وضربة الشلي ولحيمر كما يستفيد المزارعون من الحسابات الفلكية لمعرفة موسم الريح والمطر ومعرفة واي الدرور أنفع لزراعة كل محصول
ويرحل الخيرون من دنيانا، وتبقى الذكريات الجميلة الناصعة التي طبعت في نفوسنا حيث طهر القلوب وجميل الصنيع وحسن الجوار ومرارة الفقد
اللهم أغفر له وارحمه واجمعنا معه في جنتك كما جمعتنا به في دار الفناء، وجازه عنا خير الجزاء
#شخصيات_من_شناص