شخصيات من شناص. “الشيخ أحمد بن محمد بن علي الهوم المياسي”

شخصيات من شناص.

 

“الشيخ أحمد بن محمد بن علي الهوم المياسي”

 

يسرد سير الشخصيات إبراهيم بن علي القاسمي

 

 

يعتبر الشيخ أحمد الهوم أحد أعمدة ولاية شناص فالرجل ذو مكانة لما يتمتع به من حضور بارز في مختلف جوانب الحياة. نشأ الشيخ أحمد في بيت والده الشيخ محمد حيث يندرج لأشهر العائلات التي ذاع صيتها في ولاية شناص.

عائلة الهوم تعتبر من العائلات ذات الريادة في النشاط البحري والزراعي فهي أهم الحرف التي تميز ولاية شناص، وكان المطوع الهوم أحد أبرز النواخذة آنذاك حيث كان يملك “العاملة” وهي مركب صيد خشبي أطلق عليها لقب العاملة ولديه من البحارة حيث يتوجه الصيادون للضغوة كما اشتهرت العاملة بسباقات التجديف خلال المناسبات الدينية والوطنية وما أعذب الشيلات التي يترنم بها البحارة أثناء ممارسة مهنة الصيد في مواسم الصيد كان المطوع الهوم وأبناؤه من بعده مقصدا لكل زائر وبيت للكرم يفتح أبوابه أمام الناس ولا يزال الآباء يتناقلون قصص الماضي ومكانة الشيخ وأبنائه ويتذكرون مساعيهم الخيرة ودورهم البارز في المجتمع

 

ومن منطلق مكانة الأب ووفقا للوضع الاجتماعي ورث الشيخ أحمد وأخوته حب المجتمع والسعي خلف مصالح الناس لتحقيق ما يطمحون إليه فكان الشيخ وأخوته وأبناؤه مفتاحا لكل باب بل أعطى وقته وطاقته لحل الخلافات وعقد المصالحات بين الخصوم حيث يحظى بالقبول والتقدير والمكانة الطيبة ورجاحة العقل والدفع بالتي هي أحسن.

 

أسس المطوع الهوم مسجد الميايسة بالإضافة إلى جامع شناص المقابل للميناء حيث نال شرف بناء ذلك المسجد قبل ترميمه، يذكر أن المسجد تم إعادة بنائه ثلاث مرات وكانت بداية تأسيسة على يد الشيخ او ما يطلق عليه المطوع الهوم.

 

أكمل الشيخ أحمد بن محمد الهوم مسيرته الاجتماعية، وعمل في لجان الولاية التابعة لمكتب الوالي، بعد اكتسابه الخبرة التي ورثها وكان حاضرا في جميع التحديات مطالبا صناع القرار بما يحتاجه أبناء الولاية مبديا الرأي والمشورة شاغلا عدة مهام وقد أنجزها بكل اقتدار.

 

كرم صاحب الجلالة السلطان قابوس -طيب الله ثراه- الشيخ أحمد الهوم من خلال اختياره كعضو معين في مجلس عمان بمجلس الدولة حيث نال لقب المكرم لما يتمتع به الشيخ من خبرة تؤهله أن يتولى المهام البرلمانية للأعضاء المعينين لحصافة الرأي ووافر الخبرة ولمعرفته التامة بشؤون القبائل والأوضاع الاجتماعية جاء ذلك في الفترة الرابعة من عام ٢٠٠٧ إلى ٢٠١١م.

 

وخلال اللقاء الذي جرى أمام المقام السامي لجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم ببهجة الأنظار للشيوخ وأعيان محافظات شمال الباطنة والظاهرة والبريمي وقف بين يدي جلالته لنقل مطالبات واحتياجات ولاية شناص.

 

ولا يزال الشيخ عضوا بارزا في اللجان المحلية لخبرته وسيرته الطويلة التي خدم فيها الدولة وأهله بكل هدوء ورجاحة عقل.

 

هذا ويعتبر الشيخ بيت كرم حيث يفتح أبوابه أمام الناس يتجاذب أطراف الحديث مع من يزوره. ولا أزال أتذكر منذ طفولتي حين يصطحبني والدي لزيارة الشيخ في الأعياد حيث يستقبل الزوار والمهنئون بسخاء منقطع النظير تعلوه المهابة والوقار والانتماء لعمان والولاء لسلاطينها الذين يزرع حبهم في قلوب أهالي ولاية شناص.

 

ولا يزال الشيخ احمد الهوم بعطائه كالبحر في سخائه مثمرا أين ما حل نافعا بالكلمة الطيبة يكتب المكاتيب لأبناء الولاية، ويساعدهم على تحقيق مطالباتهم، ويعقد الصلح عند وقوع الاختلافات بينهم يشاركهم الأفراح والأتراح، ويجلس مع صناع القرار، ويتابع ويخدم بكل حب ولاية شناص التي لن تنسى مآثره الطيبة وصنائع المعروف.

اشترك في خدمة النشر الأخبارية
تعليقات (0)
إضافة تعليق