الأستاذ عبدالله الزعابي: مسيرة 36 عامًا من العطاء والريادة

0 354

 

متابعة  أ . سعيد بن محمد العمري

(مدير مدرسة كعب بن مالك)
————————————-

في كل مؤسسة، تمر لحظات تحمل بين طياتها مشاعر متضاربة من الامتنان والفخر والحنين؛ ولحظتنا اليوم هي إزاحة الستار عن فصل جديد في حياة قامة من قامات التعليم والقيادة، الأستاذ عبدالله الزعابي. بعد مسيرة مهنية حافلة امتدت لستة وثلاثين عامًا (36 عامًا) من الإخلاص والتفاني، يترجل الأستاذ عبدالله عن مضمار العمل الرسمي، مُعلناً عن انتقال إلى مرحلة جديدة من “العطاء الحر” الذي يؤمن به.

البدايات والتكوين الأكاديمي

تبدأ قصة هذا المسار العظيم في عام 1974م مع ولادة شغف التعلم والتحاقه بالتعليم العام كـ طالب ثم في عام ١٩٨٧ التحق الأستاذ عبدالله بالكلية المتوسطة للمعلمين بالقرم في تخصص الرياضيات، وهو اختيار لم يكن وليد صدفة، بل كان نابعاً من إيمان عميق بأن هذا المجال “يحفز للتفكير، ويطور مهارات حل المشكلات”. هذا العشق للمنطق والتفكير المنهجي هو ما أسس لشخصيته القيادية لاحقًا.

في 1 سبتمبر 1989م، كانت ساعة الصفر لبدء رحلته العملية بالتعيين الرسمي. كانت أولى خطواته في الميدان كـ معلم ابتدائي (معلم فصل)، حيث وضع بذور المعرفة في عقول الأجيال، مؤكداً أن العطاء يبدأ من الأساس.

محطات قيادية وتطور مهني مستمر

تميزت مسيرة الأستاذ عبدالله بالتطور التصاعدي المُلهم. لم يكتفِ بدور المعلم، بل انطلق ليحتل مناصب قيادية عديدة شكلت أهم محطات رحلته. فقد تدرج ببراعة من معلم رياضيات إلى مدير مساعد وصولاً إلى رئيس قسم بإدارة التربية والتعليم بشناص

لكن التطور المهني لم يكن مجرد صعود وظيفي، بل كان تعلمًا دائمًا وعطاء مستمرًا، كما وصف بنفسه البيئة التي قضى فيها معظم وقته. لقد سعى بلا كلل لتطوير ذاته من خلال:

التدرج في المهام الميدانية: كـ قائد كشفي، ومشرف أنشطة مدرسية، وصولاً إلى الأدوار الإدارية العليا.

التأهيل الأكاديمي: بالحصول على شهادة الماجستير في التربية والشهادة التخصصية في الكفاءة الإدارية.

التدريب المتخصص: بالمشاركة في دورات حيوية مثل التخطيط الاستراتيجي، قيادة الابتكار، وإدارة الموارد البشرية.

القراءة والإطلاع: مؤكداً على أهمية “القراءة والاطلاع على المستجدات في التخصص أو الوظيفة” كأهم أدوات التطور.

كما كان له دور فاعل في اللجان المدرسية ولجان المجتمع المحلي، مما يعكس دوره كقائد مجتمعي قبل أن يكون قائداً إدارياً.

اشترك في خدمة النشر الأخبارية

نهاية فصل وبداية عهد جديد

الأستاذ عبدالله الزعابي يعيش حياة التقاعد، لكنه يراه “ليس نهاية المطاف، بل هو مرحلة الانتقال إلى العطاء الحر”. هذه العبارة تلخص فلسفته: أن الخبرة والمعرفة كنز لا يجب أن يتوقف عند خط النهاية الوظيفي، بل يجب أن يواصل الاستمرار في العطاء بشكل أوسع وأكثر حرية.

وفي كلماته الختامية، يقدم نصيحة ذهبية للجيل الجديد من المهنيين: “عليهم تطوير مهاراتهم، وعدم التوقف عن التعلم”. وهي نصيحة تأتي من رجل لم يتوقف يوماً عن التعلم والتطور طوال ثلاثة عقود ونصف.

نشكر الأستاذ عبدالله الزعابي من أعماق القلب على كل ما قدمه من جهد وإخلاص والتزام، ونتمنى له في مرحلته القادمة مزيداً من السعادة والتوفيق والنجاح في تحقيق تطلعاته للعطاء الحر. تبقى بصمته في صروح المؤسسة وفي عقول وقلوب زملائه وطلابه إلى الأبد.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.