المسؤولية المجتمعية لشرطة عمان السلطانية

0 83

د. حامد بن عبدالله البلوشي **

المتأملُ في رؤية شرطة عمان السلطانية والمتمثلة في أنها “شرطة مهنية متميزة بقدرات وإمكانات عالية تعمل في ظل شراكة فاعلة مع المجتمع وبتعاون مع المؤسسات الأخرى، لتحقيق مجتمع آمن ومستقر ومزدهر” يظهر له جليًا، مستوى وحجم الشراكة مع مختلف أطياف المجتمع وشرائحه كافةً.

وترجمت شرطة عُمان السلطانية رؤيتها في الكثير من القضايا المجتمعية وخاصة في المِحَن والشدائد وأستشهد هنا بظاهرة الأنواء المناخية وماقامت به الشرطة من أدوار توعوية للوقاية والتخفيف من الأضرار الناتجة عنها في الأرواح والممتلكات وإدارة الحالات الطارئة حيث التحم الرجال البواسل مع الشعب صفا واحدا ويدا واحدة ورسموا مشهدا وطنيا رائعا في التضحية والفداء والنجدة والنخوة وقف العالم مدهوشا ومذهولا بهذه التجربة العمانية والملحمة التي يندر وجودها في العالم المعاصر.

أما الرسالة السامية لشرطة عُمان السلطانية فتتمثل في “المحافظة على النظام والأمن العام والآداب وحماية الأرواح والأموال والأعراض، وكفالة الطمأنينة والسكنية في كافة المجالات، والعمل على منع ارتكاب الجرائم، وضبط ما يقع منها، واتخاذ إجراءات التحري وجمع الاستدلالات ، والمشاركة في عملية التنمية الاجتماعية وتلبية الاستغاثة والنجدة وتوعية المجتمع”، وهي رسالة تحمل في طياتها ومعانيها المسؤولية المجتمعية بامتياز، وتمت ترجمتها إلى واقع ملموس من خلال ما تحقق على أرض عمان الطيبة المباركة من محافظة على المكتسبات الوطنية وتجسيد روح المواطنة والسهر على حفظ النظام وبسط الأمن والأمان في ربوع السلطنة لتحقيق حياة كريمة لجميع أفراد المجتمع والمساهمة في مسيرة النهضة المباركة في كافة المجالات.

لقد ساهمت شرطة عُمان السلطانية في الحد من الجريمة وآثارها السلبية من خلال تكريس مجموعة من القيم الإيجابية في المجتمع العُماني والاندماج المجتمعي في المسؤولية الأمنية والاجتماعية، من أبرزها مفهوم الشراكة بالمسؤولية بين كافة فئات المجتمع العُماني، الذي أفرز نظامًا يقوم على دعم العمل المجتمعي في الجهاز الشرطي ومد جسور التعاون بين الشرطة والمجتمع، عبر تفعيل الدور الوقائي في المجتمع العُماني وإشراك مختلف الفئات في المسؤولية عن أمن المجتمع والتركيز على دور الأسرة في الوقاية من الجريمة والانحراف.

ويمكن قراءة المبادئ التي استندت عليها شرطة عُمان السلطانية في إدارة عملها الشرطي بصفتها مؤسسة احترافية في خدمة المجتمع العُماني، مراعية عدم التمييز بين فئات المجتمع من حيث العِرق أو الدين أو الجنس والعمر والتنوع الثقافي، والقيام بخدمات نوعية ذات جودة عالية.

لقد تحلى أفراد شرطة عُمان السلطانية بالخبرة والمهارات اللازمة للتصدي لكافة التحديات الاجتماعية إلى جانب المُحافظة على القيم الوطنية والإنسانية العُمانية الرفيعة؛ سواءً بالتفكير الإيجابي والاحترام وحسن الظن بالآخر والعطاء اللامحدود مع المجتمع بمفرداته وشرائحه كافة دون تمييز، إضافة إلى توافر درجات عالية من مهارات الاتصال الإنساني والقدرة على اكتساب ثقة الآخرين، والمرونة في الأداء، بعيدًا عن النمطية والبيروقراطية، واعتماد الابتكار والإبداع في خلق الحلول المناسبة للحالات الاجتماعية التي يتعامل معها، وقد لخص السلطان قابوس بن سعيد- طيب الله ثراه- مهمة الشرطي بالقول: “إن مهمة الشرطي وإن كانت صعبة فهي مفخرة، فإن العمل يتطلب منه الإخلاص والأمانة أولا، ثم مواصلة الجهد بلسان حلو ووجه بشوش”.

واليوم ونحن نحتفل باليوم السنوي لشرطة عُمان السلطانية، نؤكد على الدور الريادي الذي تقوم به في تعزيز مبادئ المواطنة وحقوق الإنسان في ظل سيادة القانون، وحرصها على ترسيخ الوعي بالقيم الإنسانية والوطنية للمجتمع العُماني والمحافظة على الوحدة الوطنية والتسامح والتعايش.

وفي الختام.. نبعث تحية شكر وعرفان وإجلال وتقدير لكافة منتسبي شرطة عمان السلطانية في يومهم المجيد على عطائهم اللامحدود وتضحياتهم النبيلة ومشاركتهم الفاعلة في صون وحفظ مكتسبات هذا الوطن الغالي، وكل عام وعُمان في تقدم وأمن وأمان وسؤدد وازدهار في ظل النهضة المتجددة التي يقودها مولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه.

** مدير عام شبكة الباحثين العرب في مجال المسؤولية المجتمعية

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.