المياه تحاصر مساكن التعويضات في شناص..ووكيل الإسكان يعد الأهالي بدراسة الأضرار

0 333

عبدالله العامري… جريدة الشبيبة

تشهد مساكن التعويضات بقرية الغوابي، أثناء الأنواء المناخية وجريان الأودية، أضرار بالغة نتيجة للمياه التي تغمر المساكن، كون أن الموقع غير مهيئ للسكن، حيث تعد الأرض سبخة، وفي مستوى منخفض، تجتمع بها مياه الأودية دون تصريف، فيتكرر مشهد الأضرار عند جريان الأودية دون أي حلول جذرية لسكان هذا المخطط.

ووفق ما رصدته ” الشبيبة” من الأهالي، بأن هذا الموقع لاقى اعتراضات من قبلهم، إلا ان الجهات المعنية آن ذاك أقرت تعويضهم عن منازلهم المتأثر جراء مشروع طريق الباطنة الساحلي في هذا الموقع، حتى أصبح مستنقع على أرض ضحلة، ينتظر الحلول العاجلة من الحكومة الرشيدة لتأمين الراحة والاستقرار لهم في مساكنهم.

أخطاء وقرارات الجهات المسؤولة

يقول أحمد بن سعيد الزعابي:

عندما تأثرت منازلنا بإعادة هيكلة وتنظيم سوق شناص، ضمن مشروع طريق الباطنة الساحلي، ارتأت اللجنة العليا لتخطيط المدن آن ذاك، بتعويضنا في موقع غير صالح للبناء، لكونه أرض منخفضة عبارة عن أرض سبخة وخور لمياه البحر وتصب فيه ثلاث أودية دون أي تصريف، وبحكم اننا من أهالي المنطقة نعرف واقع الحال، عارضنا بشدة هذا الموقع، وبعد مطالبات مستمرة من قبل الأهالي والمسؤولين بالولاية للتعويض في مكان آخر مناسب، أرسلت اللجنة العليا لتخطيط المدن فريق لدراسة وفحص التربة، وأقر الفريق على صلاحية الموقع للبناء والسكن، وهنا كانت الكارثة التي جعلتنا الآن نتكبد أخطاء وقرارات الجهات المعنية التي جعلتنا نعيش في مسكان بحالة من عدم الاستقرار جراء الأضرار البالغة التي نتعرض لها أثناء حدوث الأنواء المناخية وجريان الأودية، أخرجونا من مساكننا الصالحة وموقعها الاستراتيجي والاقتصادي إلى مستنقع الخور، فبعد تهميش مطالبنا والبدء في المشروع ظهرت المشاكل أمام العيان، كتراخي التربة والمياه المالحة التي تتدفق إلى الأعلى، لأن الموقع أرض خور تتأثر بالمد والجزر والملوحة التي تسبب تآكل الخرسانات والجدران، فأصبحت أساسات المباني عبارة عن أحواض مائية، واستمرت المطالبات لتغيير الموقع إلا إن المختصين أيدوا الاستمرار في البناء دون مراجعة قراراتهم المجحفة بحقنا. حيث تم تسليمنا المساكن في أكتوبر من عام 2019م، بعد 12 عام من البناء والمعالجات الغير مجدية، وخلال الفترة الماضية لتأثر السلطنة بمنخفض الحج تعرضت المساكن إلى الغرق وإلى أضرار واسعة في المساكن والممتلكات، مما تطلب الأمر إلى تدخل هيئة الدفاع المدني والإسعاف وشرطة عمان السلطانية ووزارة التنمية الاجتماعية لإخلاء الأهالي إلى مركز الإواء.

شكوى على الإسكان في القضاء:-

ويضيف الزعابي: أقمنا دعوى على وزارة الإسكان والتخطيط العمراني، وتضمنت معالجة وضع المساكن التي تم تعويضنا بالمعالجة الهندسية المتكاملة، من خلال إنشاء قناة مائية لتحويل مجاري الأودية بعيداً عن موقع المساكن، ومعالجة شاملة للتآكل الشديد بالمنازل بسبب الملوحة المرتفعة بهذه المنطقة، بالإضافة إلى رفع أرضية كافة المساكن من الداخل والخارج بما لا يقل عن متر واحد ورصها آلياً مع نظام حماية رخامية ضد التآكل من أسفل الجدران، وتغير غرف الصرف الصحي الموجود حاليا إلى نظام شبكة صرف صحي متكاملة، إلى جانب إلزام وزارة الإسكان والتخطيط العمراني بضمان هذه المساكن بمده لا تقل عن 30 عاماً.
حيث حكمة محكمة القضاء الإداري بقبول الدعوى وإلزام وزارة الإسكان والتخطيط العمراني بإجراء المعالجة اللازمة للمنازل، وما زالت الدعوى في طور درجات التقاضي المختلفة.

انهيار غرف الصرف الصحي

ويوضح محمد بن حسن البلوشي:

تسببت الأرض الطينية المشبعة بالمياه “السبخة” إلى انهيار في غرف الصرف الصحي في المنازل وانسداد للصرف الصحي بها، حيث بآت يشكل خطر على الأطفال وساكني المنازل نتيجة هذا الانهيار والذي وصل إلى أساسات المنازل، ويضيف: ففي المنخفض الأخير “الحج” أدت مياه الأودية إلى فيضان مياه الصرف الصحي ووصولها إلى مستوى أعلى ودخولها إلى الغرف مما يترتب عليها أضرار بيئية وصحية، وفي هذا الجانب نناشد الجهات المعنية بعمل شبكة صرف صحي متكاملة لمساكن التعويضات.

اشترك في خدمة النشر الأخبارية

خسائر مادية

ويقول هيثم بن علي المياسي، عضو المجلس البلدي:

تكبد الأهالي أضرار وخسائر واسعة على الممتلكات جراء المياه التي طمرت مساكنهم، حيث تعد أغلب الأسر في هذا المخطط من فئة الضمان الاجتماعي والدخل المحدود وتكبدهم أضرار مادية لا طاقة لهم بها، وتمثلت في المؤون الغذائية والأثاث والأجهزة الإلكترونية والمركبات، وجهداً في التنظيف لإرجاع الوضع الطبيعي لمنازلهم، وهذا المشهد يتكرر عن حدوث الأنواء المناخية الذي يولد حالة من عدم الاستقرار للأهالي في منازلهم.
مركز الإواء
ويضيف المياسي: أدت المياه التي غمرت منازل التعويضات إلى تدخل هيئة الدفاع المدني والإسعاف وشرطة عمان السلطانية ووزارة التنمية الاجتماعية لإخلاء الأهالي، وتخصيص مدرسة سعيد بن المسيب للتعليم الأساسي كمركز إواء، وقطع التيار الكهربائي، فكان هذا الحل المؤقت السريع للحفاظ على سلامتهم في الوقت المتأخر من الليل، حيث أتلفت المياه الأثاث والمفروشات ووصلت مياه المجاري إلى الغرف بروائحها الكريهة المؤثرة على الصحة والحالة النفسية للمواطنين، واحتوى مركز الإواء على 34 أسرة بعدد 275 فرد، وتم توفير لهم الوجبات الغذائية وفراش للنوم.
تعويضهم في أماكن آمنة
فيما ناشد العديد من الأهالي بعد ما تعرضوا له من أضرار بمطالبة الجهات المختصة بنقلهم وتعويضهم في أماكن آمنة، ويشير عضو المجلس البلدي هيثم المياسي: من خلال اللقاء مع الأهالي والوقوف في المرة الأولى بعد جريان الأودية لمنخفض الحج، بحضور الشيخ محافظ شمال الباطنة والشيخ والي شناص، اقترح الأهالي بتسليم مساكنهم لوزارة الإسكان والتخطيط العمراني، بالمقابل يتم استحداث ومنح أراضي مناسبة بعيده عن مجاري الأودية ومبلغ مادي قدره 100 ألف ريال للبناء، والنأي بهم عن موقع الحالي السبخة والخسائر المتكررة التي يكبدوها.

تأخرت الحلول فوقعت الأضرار

ويشير سعادة علي بن سالم المخمري عضو مجلس الشورى ممثل الولاية:

تم تكليفي من قبل أهالي المنطقة لاستكمال ومتابعة مطالبهم السابقة لمعالجة أوضاعهم والأضرار التي يتعرضوا لها أثناء حدوث الأنواء المناخية، حيث تم مخاطبة وزارة الإسكان والتخطيط العمراني ومكتب تعويضات مشروع طريق الباطنة الساحلي بمحافظة شمال الباطنة، لما تتعرض له هذه المنطقة والوقوف لإجاد الحلول السريعة لهم، فكانت الوعود بمعالجة الأمر حين الحصول على الوفورات المالية، وخلال هذا العام تم طرح الإشكاليات مجدداً من خلال اللقاء مع معالي وزير الإسكان والتخطيط العمراني، ووعد معاليه بإجاد الحلول في القريب العاجل، ويضيف المخمري: إلا إن الحلول لم تلاقي النور، حتى تأثرت المنطقة بمنخفض ” الحج” وتكبد الأهالي خسائر بالغة. ونتيجة لهذه الأضرار قام سعادة المهندس حمد بن علي النزواني وكيل وزارة الإسكان والتخطيط العمراني للإسكان، بالوقوف على الأضرار التي حصلت للمساكن، والتي تتطلب المسارعة في تنفيذ الحلول الجذرية.

الحلول

ويؤكد سعادة علي المخمري:

بأن إنشاء السدود للحفاظ على المساكن أصبح أمراً حتمياً، سوف تعمل على حماية المخططات السكنية وستسهم في تغذية المياه الجوفية وذلك للاستغلال الأمثل لمياه الأودية لتعم فوائدها وتقل أضرارها، إلى جانب عمل قنوات مائية لتصريف المياه والحد من وصولها وتجمعها في موقع المساكن، موضحاً: إن لم تنفذ الجهات المعنية الحلول الجذرية بصفة عاجلة، لن ينعم أهلها بالاستقرار.
الجدير بالذكر عقد في وقت سابق، لقاء موسع لمناقشة الأضرار التي تتعرض لها مساكن التعويضات بقرية الغوابي، بمكتب سعادة الوالي بحضور سعادة المهندس حمد بن علي النزواني وكيل وزارة الإسكان والتخطيط العمراني للإسكان، وسعادة الشيخ سيف بن حمير الشحي محافظ شمال الباطنة وسعادة الشيخ خليفة بن هلال العلوي والي شناص وسعادة علي بن سالم المخمري عضو مجلس الشورى وهيثم بن علي المياسي عضو المجلس البلدي إلى جانب عدد من المسؤولين، كما تم الوقوف ميدانياً على الأضرار والاستماع إلى مطالبات الأهالي.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.