مسقط : سعيد الهنداسي/
شهدت قاعة مجان بصحار بمحافظة شمال الباطنة بسلطنة عمان ختام ملتقى موظفو المحافظات ودورهم في تطبيق اللامركزية، والذي تنظمه الجمعية العمانية لادارة الموارد البشرية بالتعاون والشراكة مع مكتب محافظ شمال الباطنة و وزارة العمل، تحت رعاية سعادة محمد بن سليمان الكندي محافظ شمال الباطنة.
بدا الحفل بتلاوة عطره من آيات الذكر الحكيم، بعدها كلمة الجمعية العمانية لادارة الموارد البشرية للدكتور غالب بن سيف الحوسني رئيس مجلس الجمعية الذي رحب براعي الحفل والحضور متمنيا للجميع التوفيق في هذا الملتقى وان يخرج بتوصيات تفعل هذا العمل والجهود التي تبذل.
بعدها قدم سعادة محمد بن سليمان الكندي ورقة عمل بعنوان دور موظفي المحافظات في تطبيق اللامركزية تحدث من خلالها سعادة المحافظ عن الميزات التي تميز كل محافظة عن الأخرى وكيفية الاستفادة من الموقع الجغرافية والامكان السياحية في تطبيق اللامركزية، ليقدم بعدها الدكتور عامر بن عوض الرواس رئيس مجلس إدارة تنفيذي، مجموعة كونكورديا ورقة عمل بعنوان اللامركزية كأحد متطلبات المناخ الاقتصادي والتقني الحديث مستشهدا بتجارب بعض الدول مختلف قارات العالم.
ليكون المحور الثالث حاضرا من خلال ورقة العمل التي قدمها الدكتور سعيد المعولي مدير عمانتل في محافظات الباطنة ومسندم والبريمي والحديث عن تجربة عمانتل في جانب التسويق وتطوير المنتجات وما يحتاجه المشتركين من خدمات والعمل اللامركزي في تنفيذ هذه المهام.
لينتهي الجزء الأول من الملتقى وبعد الاستراحة شهدت تقديم المحور الرابع بعنوان متطلبات ومعوقات استخدام اللامركزية في تحقيق التنمية الشاملة في المحافظات في ضوء بعض التجارب العالمية قدمها الدكتور حاتم الدوحاني مدير دائرة تنمية الاستثمار بمكتب محافظ جنوب الباطنة حيث تحدث عن ارتباط تنمية المحافظات برؤية عمان 2040 والاطار التشريعي للإدارة المحلية والتوجه الى اللامركزية بالإضافة الى نهج اللامركزية في سلطنة عمان والاجراءات المتخذة للتطبيق ، مشيرا في الوقت ذاته الى تجارب الدول الاخرى في تطبيق اللامركزية مؤكدا ان تجربة اللامركزية التي تسلط عليها الحكومة حاليا تكمن في الجانب الإداري والاقتصادي لأهميته مع الاستمرارية في هذا النهج لبقية المحاور المتبقة مشيدا بالجهد المبذول والتعاون البناء بين مختلف الجهات في تنفيذها مع الايمان بخصوصية وتفرد كل دوله عن غيرها في تنفيذها.
ليقدم بعدها بدر الجهوري رئيس التطوير المهني في شركة صحار المنيوم ورقة عمل بعنوان اللامركزية في استراتيجيات التدريب والتطوير مشيرا للدور الكبير الذي تلعبه اللامركزية في التدريب والتطوير وتسهيل الكثير من الأمور وتحل الكثير من العراقيل التي تحول دون تطبيقها.
ليكون المحور السادس والأخير في هذا الملتقى ورقة العمل التي قدمها حمد الفارسي المدير العام بالإنابة في جندال شديد للحديد والصلب والحديث عن تجربتهم في تطبيق اللامركزية من خلال العمل في هذه المؤسسة الكبيرة.
لتبدأ بعدها الجلسة الحوارية بعنوان موظفو المحافظات ودورهم في تطبيق اللامركزية والتي تراسها السيد الدكتور أدهم بن تركي ال سعيد بمشاركة السيد سالم البوسعيدي وأشرف المعمري ومحمد الشيزاوي وصالح المصلحي، وعبدالرحمن الخايفي وعثمان البلوشي وعبدالله الحمادي
ليخرج الملتقى بعدها بعديد التوصيات كان من أهمها: تمكين الإدارات المحلية بالمعارف والخبرات وأفضل الممارسات الدولية، بالإضافة الى وضع الخطط التنموية الشاملة للمحافظات وتعزيز مشاركة الموظفين في مراحلها، وترسيخ مفاهيم اللامركزية على المستويات الوظيفية المختلفة في المؤسسة، وكذلك تعزيز حوكمة العمل الإداري (تقسيم مستويات صنع القرار، قوالب السياسات، أدلة العمل) وتحديد آليات التفويض الأفقي بين المحافظة وأفرع الوحدات الحكومية، وتفعيل المشاركة المجتمعية في التخطيط والمتابعة والتنفيذ للمشاريع التنموية.
من جانب اخر أشار فيصل ين حمود السيابي الرئيس التنفيذي للجمعية العمانية لادارة الموارد البشرية عقب الملتقى الى أهمية مثل هذه الملتقيات والدور الذي تلعبه قائلا: لقد شكَّلَ هذا الثَّغْر عبر التاريخ مركزَ الثِّقْلِ للحراكِ البشريِّ، وحملَ الرِّيادةَ لمفهوم اللامركزية في مَنْحِ بقية الأجزاء المرونة المطلوبة لتديرَ أمورَها بنفسها، وظلَّتْ اللامركزيةُ أسلوبَ حياةٍ يُتَوارَثَ عبر الأجيال باعتباره الأسلوب الأنجح دونما اضطرار للعودة للمركز إلا في القضايا الكبرى التي تتطلب قراراً سيادياً.
ويضيف السيابي لعل أهم مظاهر اللامركزية التي يحدثنا عنها التاريخ الاسلامي تتمثل في إعطاء الصلاحية الكاملة لأمراء الجند في الميادين البعيدة دونما انتظار لأوامر الخليفة، كما أن ولاة الحواضر الإسلامية تمتعوا بصلاحيات كاملة في الإدارة الذاتية للإقليم.
وعن الدور العماني في ذلك أشار السيابي بقوله: تزخرُ سجلاتُنا العمانية بنماذج أصيلة لممارسة اللامركزية المتمثلة في تفويض المركز للولاة بجباية الزكوات وصرف عوائدها على منافع البلاد والعباد، وترحيل ما يفيض عن متطلبات الإقليم إلى الخزينة العامة أو ما يعرف ببيت المال.
كما تحدث الدكتور احمد بن علي البلوشي من الاكاديمية السلطانية للإدارة والمشارك في الملتقى قائلا: ان احداث التنمية المتوازنة والشاملة وتحقيق الرؤية المستقبلية للسلطنة نحو تنمية المحافظات وتعزيز دورها الاقتصادي ومساهمتها في الناتج المحلي الإجمالي بحاجة الى تكامل الجهود بين مؤسسات الدولة والقطاع الخاص وافراد المجتمع ويأتي هذا الملتقى لتسليط الضوء على بعض الممارسات الإدارية المتعلقة بتطبيق اللامركزية على مستوى المحافظات وطرح الحلول التي تعزز الاختصاصات واللوائح المنظمة للعمل.
وتحدث خليفه الفتحي مساعد مدير مدرسة بعد الملتقى قائلا :
كان لقاء مثري استقصب اطراف متعددة ، وشملت الأوراق المقدمة ممارسات وتجارب ناجحة لعدد من مؤسسات القطاع الخاص والتي قربت الصورة فيما يتعلق باللامركزية وأهميتها في تطوير بيئات الأعمال ، والتي أتاحت الفرصة الجيدة لتبادل الأفكار ونقل الخبرات ووضوح الرؤى ومنطقية التوجه فيما بعد ، سنعود اليوم جميعا ونحن محملين بالكثير من المعارف والتجارب المثرية التي يتوجب علينا فهمها وتمحيصها ثم إسقاط ما يتناسب منها مع طبيعة الأعمال التي يقوم بها كل واحد منا على حدا في مؤسسته ، لذلك كنا ولا زلنا وسوف نستمر في إثراء بعضنا البعض بما فيه مصلحة الجميع ، فجزيل الشكر لكل المخلصين من أبناء هذا الوطن العزيز ممن اناروا بمعارفهم وتجارب مؤسساتهم الطريق لزملائهم من موظفي المحافظات لصياغة أدوارهم في تطبيق اللامركزية في محافظاتهم.