ضمن سلسلة ابن سبيت العلميّة المعتمدة من وزارة الإعلام العُمانيّة أهدي هذه الخواطر لأهل الله وعشّاق طيبة الطيبة جمعتها من عدة مصادر ومراجع فراقت لي أن أنشرها بمناسبة العشر الأوائل من ذي الحجة.

ضمن سلسلة ابن سبيت العلميّة المعتمدة من وزارة الإعلام العُمانيّة، بعنوان :

خواطر روحانية

لأهل الله وعشّاق طيبة الطيبة

جمع وتحرير

د. سالم بن سبيت بن ربيع البوسعيدي

دكتوراه في التربية والفلسفة وعلم النفس

 

لتنزيل الكتاب الضغط في الاسفل بالازرق 👇👇

https://shinasmedia.com/wp-content/uploads/2024/06/خاطرة-روحانية-بعنوان-تلبية-بعد-تلبية-يا-زوار-البيت-العتيق-وطيبة-الطيبة.pdf

………………….

١.الخاطرة الأولى : أعرفه حقّ المعرفة إنّه -جلّ جلاله-

كلمات وخواطر وشذرات راقت لي وصالت وجالت في مخيّلتي منذ الصّغر فكبرت وترعرعت بالتعديل والإضافة، والحذف، والاستفادة من تجارب حتى صارت جزءاً من حياتي فسقيتها من معين الصّبر والصّلاة على نبي الرحمة، والاستغفار، وما استفدته من مجرّبات وحقائق وقبل كل شيء التوكّل على الحيّ القيّوم، واليقين هو عين الحقّ في المعرفة الإلهيّة. فبدأت القصّة في معرفة مراتب العشق الإلهي من علاقة، وشغف، ولوعة، وصبابة، وشوق، وتبل، ووصب، وهيام ، ووله، وتتيّم، وفي أغلب عناصرها تعطي العطاء الذي لا حصر له، ومواقف لن أستطيع تعدادها فقلت في نفسي سأسطّرها بكلمات ولو أراها قليلة الحروف من عبد مقصّر، فمهما كتبت أو اخترت أو أخذت من علوم الجهابذة فمستحيل أن أبحر في كنهه وأسمائه وصفاته العليا إنه الله -جلّ جلاله- وكما يقول ابن قيم الجوزية -رحمه الله- في كتابه ” الفوائد ” يقول : “طوبى لمن انصف ربه فأقرّ له بالجهل في علمه، والآفات في عمله، والعيوب في نفسه التفريط في حقه، فإن آخذه بذنوبه رأى عدله وإن لم يؤاخذه بها رأى فضله.وإن عمل حسنة رآها من منّته وصدقته عليه فإن قبلها فمنّة و صدقة ثانية، وإن عمل سيئة رآها من تخليه عنه و خذلانه له وإمساك عصمته عنه و ذلك من عدله فيه ، فيرى في ذلك فقره إلى ربه وظلمه في نفسه ،فإن غفرها له فبمحض إحسانه وجوده وكرمه فالمحبّون إذا خربت منازل أحبائهم قالوا : سقياً لسكانها ، و كذلك المحب لله-جلّ جلاله- إذا أتت عليه الأعوام تحت التراب ذكر حينئذ حسن طاعته لربه في الدنيا و تودّده إليه فتجد رحمته و سقياه لأرواحٍ كانت تسكن في تلك الأجسام الباليه”.

فأعرفه حقّ المعرفة فهو اسم مفرد دالّ على الذّات المقدّسة فمعرفته أنس ومودة فله ” الأسماء الحسنى” فيا الله الذي إذا ذكرته في قليل إلّا وبركته صار كثيرا، ولا عرفته في ضيق إلّا وسّعه لي في كل مكان، فجلّ جلاله أزال عنّي الكرب، والخوف، وأعطاني الأمان، والأمن، وكشف عنّي كل مدلهمّة وبليّة ، وسترني وأسرتي من مصائب الدنيا فالحمدلله بنعمته تتمّ الصالحات، وتجاب به الدعوات، وتُقال به العثرات. ولَمَّا “سُئِل الإمامُ جعفر الصادق رحمه الله عن الله: فقال للسائل: هل ركبتَ البحر يومًا؟

قال: نعم

قال: هل هاج بكم البحر حتى أيقنتَ الهلاك؟

اشترك في خدمة النشر الأخبارية

قال: نعم.

قال: أما خطر ببالك عندها أن هناك مَن يستطيع أن ينجيك إذا أراد؟

قال: بلى، قال: فذاك هو الله..

فهو “المعبودُ والمحبوب الحبّ الأعظم، والمفزوع إليه، والملاذ والملجأ إليه، والذي تحتار العقول في إدراك عظمته ومعرفة قدرته” وهو ” ﺍﻟﻠﻪ ۞ ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ ۞ ﺍﻟﺮﺣﻴﻢ ۞ ﺍﻟﻤﻠﻚ ۞ ﺍﻟﻘﺪﻭﺱ ۞ ﺍﻟﺴﻼﻡ ۞ ﺍﻟﻤﺆﻣﻦ ۞ ﺍﻟﻤﻬﻴﻤﻦ ۞ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ۞ ﺍﻟﺠﺒﺎﺭ ۞ ﺍﻟﻤﺘﻜﺒﺮ ۞ ﺍﻟﺨﺎﻟﻖ ۞ ﺍﻟﺒﺎﺭﺉ ۞ ﺍﻟﻤﺼﻮﺭ ۞ ﺍﻟﻐﻔﺎﺭ ۞ ﺍﻟﻘﻬﺎﺭ ۞ ﺍﻟﻮﻫﺎﺏ ۞ ﺍﻟﺮﺯﺍﻕ ۞ ﺍﻟﻔﺘّﺎﺡ ۞ ﺍﻟﻌﻠﻴﻢ ۞ ﺍﻟﻘﺎﺑﺾ ۞ ﺍﻟﺒﺎﺳﻂ ۞ ﺍﻟﺨﺎﻓﺾ ۞ ﺍﻟﺮﺍﻓﻊ ۞ ﺍﻟﻤﻌﺰ ۞ ﺍﻟﻤﺬﻝ ۞ ﺍﻟﺴﻤﻴﻊ ۞ ﺍﻟﺒﺼﻴﺮ ۞ ﺍﻟﺤﻜﻢ ۞ ﺍﻟﻌﺪﻝ ﺍﻟﻠﻄﻴﻒ ۞ ﺍﻟﺨﺒﻴﺮ ۞ ﺍﻟﺤﻠﻴﻢ ۞ ﺍﻟﻌﻈﻴﻢ ۞ ﺍﻟﻐﻔﻮﺭ ۞ ﺍﻟﺸﻜﻮﺭ ۞ ﺍﻟﻌﻠﻲ ۞ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ ۞ ﺍﻟﺤﻔﻴﻆ ۞ ﺍﻟﻤﻘﻴﺖ ۞ ﺍﻟﺤﺴﻴﺐ ۞ ﺍﻟﺠﻠﻴﻞ ۞ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ۞ ﺍﻟﺮﻗﻴﺐ ۞ ﺍﻟﻤﺠﻴﺐ ۞ ﺍﻟﻮﺍﺳﻊ ۞ ﺍﻟﺤﻜﻴﻢ ۞ ﺍﻟﻮﺩﻭﺩ ۞ ﺍﻟﻤﺠﻴﺪ ۞ ﺍﻟﺒﺎﻋﺚ ۞ ﺍﻟﺸﻬﻴﺪ ۞ ﺍﻟﺤﻖ ۞ ﺍﻟﻮﻛﻴﻞ ۞ ﺍﻟﻘﻮﻱ ۞ ﺍﻟﻤﺘﻴﻦ ۞ ﺍﻟﻮﻟﻲ ۞ ﺍﻟﺤﻤﻴﺪ ۞ ﺍﻟﻤﺤﺼﻲ ۞ ﺍﻟﻤﺒﺪﺉ ۞ ﺍﻟﻤﻌﻴﺪ ۞ ﺍﻟﻤﺤﻴﻲ ۞ ﺍﻟﻤﻤﻴﺖ ۞ ﺍﻟﺤﻲ ۞ ﺍﻟﻘﻴﻮﻡ ۞ ﺍﻟﻮﺍﺟﺪ ۞ ﺍﻟﻤﺎﺟﺪ ۞ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ ۞ ﺍﻷﺣﺪ ۞ ﺍﻟﺼﻤﺪ ۞ ﺍﻟﻘﺎﺩﺭ ۞ ﺍﻟﻤﻘﺘﺪﺭ ۞ ﺍﻟﻤﻘﺪﻡ ۞ ﺍﻟﻤﺆﺧﺮ ۞ ﺍﻷﻭﻝ ۞ ﺍﻵﺧﺮ ۞ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮ ۞ ﺍﻟﺒﺎﻃﻦ ۞ ﺍﻟﻮﺍﻟﻲ ﺍﻟﻤﺘﻌﺎﻟﻲ ۞ ﺍﻟﺒﺮ ۞ ﺍﻟﺘﻮﺍﺏ ۞ ﺍﻟﻤﻨﺘﻘﻢ ۞ ﺍﻟﻌﻔﻮ ۞ ﺍﻟﺮﺀﻭﻑ ۞ ﻣﺎﻟﻚ ۞ ﺍﻟﻤﻠﻚ ۞ ﺫﻭ ۞ ﺍﻟﺠﻼﻝ ۞ ﻭﺍﻹﻛﺮﺍﻡ ۞ ﺍﻟﻤﻘﺴﻂ ۞ ﺍﻟﺠﺎﻣﻊ ۞ ﺍﻟﻐﻨﻲ ۞ ﺍﻟﻤﻐﻨﻲ ۞ ﺍﻟﻤﺎﻧﻊ ۞ ﺍﻟﻀﺎﺭ ۞ ﺍﻟﻨﺎﻓﻊ ۞ ﺍﻟﻨﻮﺭ ۞ ﺍﻟﻬﺎﺩﻱ ۞ ﺍﻟﺒﺪﻳﻊ ۞ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ ۞ ﺍﻟﻮﺍﺭﺙ ۞ ﺍﻟﺮﺷﻴﺪ ۞ ﺍﻟﺼﺒﻮﺭ ۞.

فمعرفته علّمتني الأسباب النافعة التي تدفع البلايا، والمصائب في النفس، والمال، والذريّة ، فصار الصبر مفتاح الفرج، فله الطاعة والخضوع في السرّاء والضرّاء وفي جميع الأحوال والكربات فوجدت فرجاً من الله -جلّ جلاله- في كل الأحوال وفي كل الدعوات. وكما يقول الحبيب المصطفى – صلوات الله عليه وعلى آله وسلّم-“تَعَرَّفْ إِلَى اللَّهِ فِي الرَّخَاءِ يَعْرِفْكَ فِي الشِّدَّة”.فعرفته في التوكل إليه، وفوضت الأمور كلّها إليه، مع أخذي بالأسباب النافعة، والاعتقاد الجازم أنّه على كل شيء قدير. جاعلاً نصب عيني قوله تعالى: ( إذا أراد شيئاً أن يقول له كن فيكون). فسبحان الله ، والحمدلله، ولا إله إلّا الله ، والله أكبر، وسبحان الله بحمده . سبحان الله العظيم، ولا حول ولا قوّة إلّا بالله العليّ العظيم -جلّ جلاله. فهو قيّوم السموات والأرض.

أعرفه حقّ المعرفة أن صنائع المعروف، تقي مصارع السوء، والصدقة تطفىء غضب الله فلك الحمد

يارب في تسخير عبادك المخلصين العارفين في تيسير أموري ،وتفريج كربتي. موقناً بــ”من يسّر على مسلم في الدنيا يسّر الله عليه في الدنيا والآخرة، ومن ستر مسلما في الدنيا ستره الله في الدنيا والآخرة، ومن فرّج عن مؤمن كربة من كرب الدنيا فرّج الله عنه كربة من كرب يوم القيامة”.

فشكراً لك يا حيّ يا قيّوم، يا حنّان يا منّان، يا بديع السموات والأرض على كل نعمة يسّرتها لي وسهّلتها لي وفرّجتها عنّي. فاللهم أنت ربي اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِّي ، لا إِلَه إِلاَّ أَنْتَ خَلَقْتَني وأَنَا عَبْدُكَ ، وأَنَا على عهْدِكَ ووعْدِكَ ما اسْتَطَعْتُ ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ ما صنَعْتُ ، أَبوءُ لَكَ بِنِعْمتِكَ علَيَ ، وأَبُوءُ بذَنْبي فَاغْفِرْ لي ، فَإِنَّهُ لا يغْفِرُ الذُّنُوبِ إِلاَّ أَنْتَ”. فكلّما ضاقت بي الهموم، وحلّت بي الكروب صرت أعرفه دون جدال أو شكّ فرفعت أكفّ الضراعة إليه فصار المطلوب من أكرم الأكرمين، وأجود الأجودين، وأرحم الراحمين. فلك الحمدلله والشكر في سمعنا، وبصرنا، وشمّنا، ولمسنا، وذوقنا.

ومهما أبحرت مستفيداً من عدّة مصادر ومراجع في تسطير معرفة جلالك فلن أستطيع ولوحرف من حروف اسمك الأعظم الأجّل الأكرم أن أصل إلى كنهك وصفاتك وأسمائك الحسنى، ولكن دائماً أقول في كل وقت وحين وفي سرّي وعلانيتي: أعرفه حقّ المعرفة هو الله -جلّ جلاله-.

فيا ذا الجلال والإكرام، الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد ، الرّحمن الرحيم، لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين أن توفّقني وأسرتي وكلّ من مدّ لنا المعروف في كل المواقف، وتبعد عنّا شرار الناس وحسّادهم إنّك على كلّ شيء قدير. وصلّى الله على رسولك ونبيّك محمّد، أحمد، المقفّي، الماحي، الحاشر، العاقب، نبي التوبة، نبي الرحمة وعلى آله وصحبه وسلّم أجمعين.

……………….

٢. الخاطرة الثانية: لبّيك اللّهم لبّيك.

جالت في خاطري عبارات فمزجتها بأطياف أصحاب الأقلام المجيدة فصارت كلماتهم كاللّبن الخالص مستأذناً منهم مردّداً لبيّك اللهم لبيّك ، لبيك لا شريك للبيك إنّ الحمد والنّعمة لك والملك ، لا شريك لك ،تلك كلمات خالصات نافعات عاملات طيّبات صالحات دعت إليها الرّسل عليهم السلام فلا يستحق العبادة مع الله -جل جلاله- غيره فالعبوديّة لله وحده لا شريك له.

لبيك اللهم لبيك فلك الشكر،والثناء،والملك،والحمدلله فأنت حيّ قيّوم قائم على كلّ نفس بما كسبت ، فلا رياء ولا سمعة بل يقصدون إليك في السرّاء والضرّاء فلا يجلب النفع ولا يدفع الضّرإلّا الله سبحانه وتعالى.

لبيك اللّهم لبيّك تلبية بعد تلبية فتلك التلبية العظيمة، فهي كلمة إجابة وتحمّل وإقامة على طاعته، وإجابة لله فهو جامع قلبي إليه ولا عند أحد خوف إلّا أزاله،ولا عند أحد كرب إلا كشفه،ولا همّ وغمّ إلا فرجّه . لبيّك اللهم لبيّك لك الحمد والنعمة ،والتفضّل لك فأنت صاحب الفضل، وأنت المستحق للفضل جلّ في علاه و”الخير في يديك والرغبة إليك والعمل”.

لبيّك اللّهم لبيّك .لبيك لا شريك لك لبيك.إنّ الحمد والنعمة لك والملك، فكلماتها رائعة ، وعباراتها إسلام واستلام، وحياة، وخضوع لك يا رب يا حنان يا منّان يا بديع السماوات والأرض ياذا الجلال والإكرام فنحن في خضوع لك بعد خضوع ،وتحنّن بعد تحنّن ، وإجابة بعد إجابة، ووعد بطاعة بعد طاعة.

لبيّك اللهم لبيك ف”ما أروع هذه الكلمات عندما تطلقها الحناجرالمؤمنة ممتزجة بالعشق والحبّ الإلهي، نافحة بالحبّ معلّقة بالإخلاص في ذلك الموقف العظيم، موقف العبد وهو يلبّي ربّه هنالك تتجلى أبهى صور الروحانيّة” ، هناك روح أكثر من جسد ؛إذ يخرط في هذه الشعائر المقدّسة من عالم الدّنيا الفاني إلى عالم آخر يتساوى فيه الكلّ، وتلتقي الأعراق والأجناس المختلفة من كل بقاع الأرض لتتوحد هناك وهي تهتف هذا الهتاف الخالد….فالجميع سواسية كأسنان المشط فينتقل الإنسان من الأنانيّة إلى حالة الانصهار التام في جسد الأمّة الواحدة .

لبيّك اللهم لبيّك في رحلة قدسيّة يتذكرون نبيّ الرحمة -صلى الله عليه وآله وسلم-بقلوب خاشعة ،وأعين دامعة إلى مكّة الغرّاء. فهنيئاً لكم يا حجّاج بيت الله الحرام وزائري حبيب ربّ العالمين وعوداً محموداً بإذن الله تعالى مع ذنبٍ مغفور وسعيّ مشكور وتجارة لن تبور اللّهم آمين آمين آمين.

…………………

٣.الخاطرة الأخيرة: حبيبي شفيعي رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم-.

فمن دواعي الفخر والامتنان أن أقف اليوم عند سيرة نبويّة عطرة على صاحبها أزكى صلاة وأتمّ التسليم وأبحر في مكنون أخلاقه النديّة.

فأخلاقه نبراس لكل العالمين، وهي بمثابة مدرسة تربوية لنا ولأجيالنا إلى يوم الدين، نتعلّم منها الكثير؛ حتى أينعت الثمار وتعطّر بها كل مجيد ومجيدة فوظّفوها في كل وقت وحين من خلال التحلّي بالأخلاق والسير على نهجها. وما الصفات التي تخلّق بها المجيدون والمجيدات في أعمالهم إلّا مستمدة من نهج النبوة والأخذ من بحرها المتدفق.

وبعد أن سطّرت بشذرات وخواطر من جهابذة العلم والتجارب عن -جلّ جلاله- بعنوان: أعرفه حقّ المعرفة…ها نحن الآن أطوف طواف العبد الذليل إلى الله – جلّ جلاله- وأرشف رشفة ولو بقطرة من ريق حبيبي وشفيعي ونور عيني محُمَّد رَسُول اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ابْن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ المُطَّلِبِ ابْنِ هَاشِمِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيِّ بْنِ كِلَابِ بْنِ مُرَّةَ بْنِ كَعْبِ بْنِ لُؤَيِّ بْنِ غَالِبِ بْنِ فِهْرِ بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّضْرِ بْنِ كِنَانَةَ بْنِ خُزَيْمَةَ بْنِ مُدْرِكَةَ ابْنِ إِلْيَاسَ بْنِ مُضَرَ بْنِ نِزَارَ بْنِ مَعَدَّ بْنِ عَدْنَانَ.

ويا لك من نبيّ الرّحمة، وسلام عليك أيّها النّبي في كل وقت وحين، ولك منّي التحيّة والسلام يا أبا القاسم، الماحي، المقفّي، الحاشر، العاقب، نبي المرحمة، نبي التوبة، نبي الرحمة المهداة، نبي التوبة، سيد ولد بني آدم، حبيب الرّحمن، المختار، المصطفى، المجتبى، الصادق، المصدوق، البرهان، الأمين، صاحب الشّفاعة والمقام المحمود، وصاحب الوسيلة والفضيلة والدرجة العالية الرفيعة، صاحب التّاج والمعراج، إمام المتّقين، قائد الغرّ المحجّلين، النّبي الأمّي، رسول الله، المزّمّل، المّدثّر، المنذر، الشاهد، المبشّر، النّذير، الدّاعي إلى اللّه، النّور، رؤوف رحيم صّلى عليه وآله وسلّم.

شفيعي رسول الله مهما أخذت من منابع أرباب الأقلام فلن أستطيع الوصول إلى بحرك ومحيطك الواسع ، ولي شرف أن أقف في هذه الفقرة بوصف ولو بسيط فهو عليه الصلاة وأتمّ التسليم إنّه كان معتدل الطول، فهو كان وسطا بين الطول والقصر فكان ليس بالطويل شديد الطول، ولا كان بالقصير.،كان لونه معتدل فكان ابيضا محمرا اللون، فلا هو أبيض شديد البياض، ولا أسود، وإنما كان وسطاً بين ذلك، وحال الشعر كان متوسط ، فلا هو ناعم كثير النعومة ولا خشناً متجعداَ، وقدماه -صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم- لكبيرتين وضخمتين، وأصابعه طويلة، ووجهه حسن ومستنيرة، وشعره ووجهه قليل الشيب، ويميل إلى الحمرة، وفتحة عينيه كانت مميّزة بطولها، وصوته جميل، وعريض الأكتاف، وحاجباه مقوستان، وكانا متصّلان ببعضهما اتصالاً خفيفاً، وكان جبينه واسعاً، ولسانه لا يفتّر عن ذكر الله، ودائم التفكّر في عظيم قدرة اللّه -عّزّ وجل-، وكان من صفاته قليل الكلام، ولا يتكلّم إلّا بجوامع الكلم، ومحبّته للعفو والصّفح، واتّصافه بالحياء والتّواضع، والبشاشة ديدنه، والصبر حياته، وإشفاقه للنّاس من طبيعته. والأمانة والوفاء بالعهد، والصدق دأبه، وكانت معاملته حسنة مع زوجاته، وكان مثالاً رائعاً في التعاون… وقد وصفه الشيخ جعفر البرزنجي قائلا: “و كـان صـلـى الـلـه عـلـيـه و سـلـم أكـْمـلَ الـنـَّاسِ خـَـلـْـقـاً و خـُـلـُـقـاً ذا ذاتٍ و صِـفـاتٍ سَـنـيـَّة ، مَـرْبُـوِعَ الـقـامَـةِ ، أبْـيَـضَ الـلـَوْنِ مُـشـْـرَبـاً بـِـحُـمْـرَةٍ واسِـعَ الـعَـيْـنـَيْـنِ أَكـْـحَـلـَـهُـمـا ، أَهْـدَبَ الأَشـْـفـارِ قـَـدْ مُـنِـحَ الـزَّجَـجَ حـاجـِـبـاه . مُـفـَلـَّـجَ الأَسْـنـانِ ، واسِـعَ الـفـَـمِ حَـسَـنـَـهُ ، واسِـعَ الـجَـبـيـنِ ذا جَـبْـهَـةٍ هِـلالِـيـَّة ، سَـهْـلَ الـخـَدَّيْـنِ يُـرى فـي أَنـْفِـهِ بَـعْـضُ احْـديْـدابٍ ، حَـسَـنَ الـعِـرْنـَيْـنِ أَقـْـنـاهُ . بَـعِـيـدَ مـا بَـيْـنَ الـمَـنـْـكـَـبَـيْـنِ ، سَـبْـطَ الـكـَـتِـفـَـيْـنِ ، ضَـخـْـمَ الـكـَـرادِيـس ، قـلـيـلَ لـحـمِ الـعَـقِـب ، كـَـثَّ الـلـِّـحْـيَـة ، عَـظِـيْـمَ الـرَّأْسِ ، شـَـعْـرهُ إلـى الـشـَّـحْـمـةِ الأُذنـيـَّـة ، و بَـيـنَ كـَـتِـفـيْـهِ خـَـاتـَـمُ الـنـُّـبُـوَّةِ قـد عـمَّـه الـنـُّـورُ و عـلاه . و عَـرَقـُـهُ كـالـلـُّـؤلـُـؤ ، و عَـرْفـُـهُ أطـْـيَـبُ مـن الـنـَّـفـَـحـاتِ الـمِـسْكـيـَّـة ، و يَـتـَـكـَـفـَّـأْ فـي مِـشـيـتِـهِ ، كـأَنـَّـمـا يَـنـْـحَـطُّ مـن صَـبـبٍ ارتـقـاه . و كـانَ يُـصَـافِـحُ الـمُـصـافِـحُ بـِـيَـدِهِ فـَيَـجـدُ مـنـهـا سـائـرَ الـيـوم رَائِـحـة ًعَـبْـهَـريـَّـة ، و يَـضـَعُـهـا عـلـى رأسِ الـصَـبـيِّ ، فـَيُـعْـرفُ مَـسُّـهُ لـه مـن بـيـن الـصِّـبْـيـة و يُـدْراه . يَـتـَـلألأُ وَجْـهـهُ الـشـَّـريـفُ تـلألـؤَ الـقـمـرَ فـي الـلـَّـيـلـةِ الـبـدريـَّـة ، يـقـول نـَـاعِـتـُـهُ : لـم أرَ قـبـلـهُ و لا بَـعـدَه مِـثـلـهُ ، و لا بَـشـَـرٌ يَـراه . و كـان صـلـى الـلـه عـلـيـه و سـلـم شـَـديـدَ الـحـيـاءِ و الـتـَّـواضُـع : يَـخْـصِـفُ نـَـعـلـُـه ، و يَـرْقـعُ ثـَـوبـه ، و يَـحـلِـبُ شـاتـَـهُ ، و يـسـيـرُ فـي خِـدمَـةِ أَ هـلـهِ بـِـسِـيـرَةٍ سَـرِيـَّـة . و يُـحـبُّ الـمـسـاكـيـن و يـجـلـسُ مـعـهـُـم ، وَ يـعـودُ مَـرضـاهُـم و يُـشـَـيَّـعُ جَـنـائـزَهُـم ، و لا يُـحـقـُّـرُ فـقـيـراً دَقـعـهُ الـفـقـْـرُ و أشـْـواه . و يـقـْـبـلُ الـمَـعْـذِرَةِ ، و لا يُـقـَـابـِلُ أحـداً بـمـا يـكـرهُ ، و يـمـشـي مـع الأرمـلـةِ و ذوي الـعُـبُـوديـَّة ، و لا يَـهـابُ الـمُـلـُوكَ ، و يـغـضـبُ لـلـه و يَـرضـى لِـرِضَـاه . و يَـمـشي خـَـلـفَ أصـحـابـِـه و يـقـول : ( خـَـلـُّـو ظـَـهـري لـلـمـلائـكـةِ الـرُّوحـانـيـَّـة) ، و يَـركـبُ الـبـعـيـرَ ، و الـفـَـرسَ ، و الـبـغـلـةَ ، وَ حِـمـاراً بـعـضُ الـمُـلـُـوكِ إلـيـه إهـداه . و يَـعُـصِـبُ عـلـى بـطـنِـهِ الـحـجـرَ مـن الـجُـوع ، و قـد أُوتِـيَ مَـفـاتـيـحَ الـخـَـزائـنِ الأرضـيـَّـة ، و راوَدَتـْـهُ الـجـِـبَـالُ بـأن تـكـون لـه ذهـبـاً ، فـَـأبـاه . و كـان صـلـى الـلـه عــلـيـه و سـلـم يُـقِـلُّ الـلـَّـغـوَ ، وَ يـبـدأ مـن لـَـقـيـهُ بـالـسـلام ، وَ يُـطـيـلُ الـصَّـلاة و يُـقـصِّـرُ الـخـُـطـَـبَ الـجُـمَـعِـيـَّـة . و يـتـألـَّفُ أهـلَ الـشـَّـرفِ ، و يُـكـْـرِمُ أهـل الـفـَـضـْـلِ ، و يَـمـزحُ و لا يـقـول إلاَّ حـقـَّـاً ، يـحِـبُّـه الـلـه تـعـالـى و يَـرضـاه . ومهما أخذت من مقتبسات أمّات الكتب ليعجز ويجف القلم. عن وصفه -صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم-..اللهم صل على محمّد وعلى آله محمّد.

بعض المصادر والمراجع التي أفادت في كتابة خواطر روحانيّة:

1)أحلى البشر في سيرة خير البشر، د. سالم بن سبيت البوسعيدي، مسقط، وزارة الإعلام العمانية تمّت الموافقة على طباعته ونشره2012م.ضمن السلسلة العلميّة لابن سبيت، 2020م.

2) طه عبد الرؤوف سعد، سعد حسن محمد علي، مكتبة الصّفا٢٠٢٢م.

3)أيام الحواضر والبوادي، وزارة الأوقاف والشؤون الإسلاميّة، سلطنة عُمان،2013م.

4)حصاد الخُطب، وزارة الأوقاف والشؤون الإسلاميّة، سلطنة عمان ، ج1 ٢٠٠٧م.

5)قطوف من الشّمائل المحمّدية، محمد بن جميل زينو، دار الخرّاز…2019م.

6) د. عائض بن عبد الله القرني، محمد كأنك تراه:بيروت، دار ابن حزم،2002م.

7)مقياس الكفاءة التقييمي الذّاتي من أجل موظّف مجيد، د. سالم بن سبيت البوسعيدي،2017م.

8)وقفات تربويّة من السيرة النبويّة ،عبد الحميد جاسم البلالي، مكتبة المنار،2017م.

…………تمّت……..والله وحده وليّ التوفيق……

 

 

 

 

 

 

 

تعليقات (0)
إضافة تعليق