مقال بعنوان ” عهد يتجدد ” ضمن مسابقة أفضل مقال وطني للكاتبة بدرية الحومانية
بقلم: بدرية الحومانية /
إن سلطنة عمان ليست مجرد حكاية واحدة وإنما هي تاريخ متكامل, وراسخ له جذوره الممتدة وماضي عريق وحاضر مشرق ومواقف مشهودة خلدها التاريخ وسيكون لها مستقبل محمل بالإنجاز والرقي والازدهار، فعمان كانت ولازالت هي ذلك الوطن الذي نعيش لأجله فحبه باقِ في قلوبنا مدى الأزمان .وفي سطور هذا المقال سنروي جزء بسيطا من تاريخ هذا الوطن العظيم بشعبه وبسلطانه وسنتطرق إلى أهم الإنجازات التي شهدتها النهضة المباركة في عهد جلالة السلطان قابوس طيب الله ثراه وسنحكي سطور تلك الإنجازات التي حققها جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم منذ ت وليه الحكم وأهم ما حققه لرفعة هذا الوطن الغالي.
منذ تولي جلالة السلطان قابوس بن سعيد طيب الله ثراه في 23 يوليو من عام 1970 عمل على تحسين أوضاع البلاد وإخماد نار التمرد التي انتشرت في جنوب البلاد وعمل على الإصلاح الاقتصادي وزيادة الإنفاق في مجالات التعليم والصحة وعمل على تحويل عمان من بلد تمزقه الصراعات إلى بلد يتمتع بدرجة عالية من الرخاء. إلى جانب قيامه بتحسين قطاع السياحة وجعل عمان من بين أهم الدول السياحية في المنطقة وبرزت السياحة بفضله كمصدر دخل إضافي للسلطنة إلى جانب قطاع الزراعة والثروة السمكية والتي أصبحت بفضله من بعد الله تعالى تعد من أهم مصادر الدخل في السلطنة. ولم يقف عند هذا فحسب، بل عمل جلالته طيب الله ثراه على تحسين العلاقات السياسية مع العديد من دول العالم وارتبط معهم بعلاقة صداقة قوية وتمكن من أن يلعب دور الوسيط بين العديد من الدول وذلك بهدف حل النزاعات القائمة بين هذه الدول. إلى جانب التزام جلالته
بتطبيق الحيادية ورفض التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى.
أما بالجانب الوطني عمل جلالته طيب الله ثراه على تحسين الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية للمواطنين من خلال توفير فرص العمل للمواطنين وعمل على تشجيع المؤسسات المتوسطة والصغيرة باعتبارها جزء مهم من الاقتصاد الوطني وتسهم بشكل كبير في توفير العديد من الوظائف لشباب هذا الوطن ولقد افنى جلالته حياته في خدمة هذا الوطن وعلوه إلى أن أعلن الديوان السلطاني وفاته في فجر العاشر من كانون الثاني/ يناير من عام 2020 م عن عمر يناهز 79 عاما لتطوى صفحة من التاريخ الحافل لسلطنة عمان بعد حكم دام 50 عاما حيث تعد فترة حكم جلالته طيب الله ثراه الأطول من بين الحكام العرب والثالثة في عالم.
وفي 11 من كانون الثاني/ يناير من عام 2020 انتقل الحكم إلى حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم – حفظه الله ورعاه لتبدأ عمان مسيرة جديدة نحو التطور والتقدم ،فقد تمكن جلالته منذ توليه الحكم على عمل العديد من الإصلاحات والإنجازات النوعية و الغير المسبوقة في سبيل نقل السلطنة إلى مرحلة جديدة ومتقدمة تواكب متطلبات المرحلة المتقدمة والعمل مع أبناء الوطن في سبيل صون أمنه واستقراره .فخلال فترة ليست بطويلة من حكمه تمكن جلالته من العمل على تقليص الدين العام وعمل على تحسين الأوضاع الاقتصادية والذي بدوره أسهم بشكل فعال في خلق المزيد من فرص العمل وأدى إلى تشجيع الاستثمارات والتنويع في مصادر الدخل في البلاد .كما عمل جلالته على تقليل مستوى الإنفاق الحكومي في ظل التداعيات الاقتصادية وتحسين أداء وكفاءة الشركات الحكومية. فقد أعاد هيكلة الدولة وقام باتخاذ قرارات جديدة من شأنها أن نصب في مصلحة الوطن والمواطن. ولا يزال جلالته يسير جهود هذا الوطن المبذولة في سبيل الرقي بمستوى هذا الوطن ورفع شأنه وقيمته بين بلدان العالم. ولأجل انطلاقة تسير على ذات النهج لقد اختار لنا حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم – حفظه الله ورعاه أن نستمر في الاحتفال بيوم 18 من نوفمبر كيوم وطني للبلاد سعيا منه في خلق تواصل بين الحاضر والماضي ولأجل ترسيخ ذكرى جلالة السلطان قابوس طيب الله ثراه وتطلع لأجل عهد جديد بقيادة هيثم بن طارق سلطان عمان.
وفي الختام ورغم كل الظروف والتحديات التي مرت وتمر بها السلطنة خلال مسيرتها نحو التقدم والازدهار إلا أن المواطن العماني والقيادة الحكيمة لن تستسلم لهذه التحديات وإنما ستتابع طريقها وفي نصب عينيها أمل يتجدد و ارادة صلبة نحو تحقيق المزيد من الإنجازات والنجاحات ومتابعة مسيرة جلالة السلطان قابوس طيب الله ثراه فقد أكد صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم – حفظه الله ورعاه في خطابه الأول أنه سيتأسّى بالخطى النيّرة للسلطان الراحل الذي خطاها بثبات وعزم إلى المستقبل والحفاظ على ما أنجزه والبناء عليه.