مقال بعنوان ” ما بين الحُبِّ والوفاء ” ضمن مسابقة أفضل مقال وطني للكاتب الزبير المعمري
بقلم: الزبير بن عبدالله بن محمد المعمري/
جميعُنا يمتلك روحًا وقلبًا يحمل بهما حبًّا للوطن، ذاك الذي وُلدَ فيه وكَبُرَ على تُرابه، وعاشَ أجمل لحظاتهِ فيه، واستشعر دفئَ الأمنِ والأمان، واستنهض في ذاته القيم والمبادئ، ورشف من ماءِ عطائِه الإخلاص، فما أجمل الوطنَ، وما أجمل الذّودَ عن حماهُ، فكلنا بالروح نفديه.
ومع إطلالةُ الثامنَ عشر من نوفمبر من كلِّ عامٍ، ترفرفُ في الروحِ نبضاتُ ذلك القلب العاشق لوطنه “عُمَان” بلدُ السلام، ويستذكر باني نهضتها “قابوس بن سعيد” طيّبَ الله ثراه، ويزيدُ فخرًا بسُلطانه المُفدى “هيثم المعظم” مجدد نهضة عمان، فالقلب في هذه الأيام النوفمبرية المجيدة يرددُ للوطن وسُلطانه “لكَ الرُّوحُ فِداء”، فالكلمات تتراقص مع الفرح سرورّا، ومع السعادة تتلألأ في قلوب الشعب أجملُ لحظات الحب والوفاء، وما بينهما يتجدد العهد للسلطان المفدى حفظه الله ورعاه.
إنّ الكتابة عن مناسبة الثامن عشر من نوفمبر لا يمكن أن تتسعها صفحات ألف كتاب، ولا أن تكفيها ألفُ مِحبرة، وتعجز الألسن أن تنطق بتلك الكلمات، فالتعبير عن الحب والوفاء للوطن والسلطان لا تستطيع الكتب أن تحملها، فمكانها دائما القلوب، فما أسعد القلوب بهذه المناسبة الوطنية التي يعيشها الجميع في أرض سلطنة عمان.
في الثامن عشر من نوفمبر تُرفرف الأعلام على سواري المباني والطرقات، وتتزيد الممرات بأجمل الألوان والصور والعبارات، وتُنسج الأوشحة بعلم عُمان وصورة هيثم السلطان، وتتوج الصدور بأوسمة جلالته حفظه الله ورعاه، ويبتهج الأطفال، ويبتسم طابور الصباح في المدارس، وتُبث في مختلف القنوات أغاني الوطن وحب السلطان، وتتوزع بين ربوع الوطن مناسبات وفعاليات تشهد جميعها على حجم الحب الوطن والوفاء للجلالة السلطان، فلا أجمل من روح الانتماء يظهر ساطعًا من هذا اليوم النوفمبري.
نفخر بكل اعتزاز بمنجزات تحققت على أرض هذا الوطن الغالي منذ بزوغ فجر عام سبعين على يد السلطان الراحل قابوس بن سعيد طيب الله ثراه، وامتد أثره إلى يومنا هذا بقيادة مولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم حفظه الله ورعاه، مجدد النهضة وباني مستقبلها المشرق عبر رؤية عمان ٢٠٤٠، فنعيش الفرح المتجدد عاما بعد عام، وتظل ذكرى ميلاد الفجر السعيد خالدة في القلوب، تكتبها الأقلام وتسطرها الكتب، وتنبض بها الألسن، فيكون للوفاء سلطان اسمه “هيثم” وللحب عنوان اسمه “عُمان” وما بينهما النبض الخالد “قابوس”.